[عدل] يوسبريدس المدينة القديمة
أنشئ مدينة يوسبريدس جماعة أو مستوطنين من الإغريق ربما كانوا قادمين من قوريني أو برقة قامو بتأسيس المدينة وأطلقوا عليها اسم يوسبريدس في الفترة من 525 ق.م إلي 515ق.م ولهذا الاسم مدلولا عند الإغريق ربما يعنى أقصى الغرب وكما إن له ارتباطا بمعالم الأساطير اليونانية. ومن المعروف إن هذه المدينة قد بنيت عند الطرف الشمالي لسبخة السلمانى فوق مرتفع من الأرض التي تعرف بإسم (مقبرة سيدي عبيد) ومع مرور الزمن نمت وامتدت نحو الجنوب الشرقي بجوار سبخة السلمانى وهي المنطقة المقابلة لمقبرة سيدي أعبيد. وأقدم إشارة لمدينة يوسبريدس هي في اثناء الحملة الفارسية التي بعث بها والي مصر الفارسي للإنتقام من مدينة برقة بعد مقتل اركسيلاوس الثالث عام 515 ق.م حيث يذكر ان هذة الحملة الفارسية تقدمت حتى مدينة يوسبريدس. وأقدم قطعة للعملة أصدرتها هذة المدينة يرجع تاريخها إلى ما قبل عام 480 ق.م حيث يحمل أحد وجهيها نقشاً يمثل نبات السيلفيوم بينما تظهر على الوجه الأخر صورة دلفين.
وفى عام 414ق.م تعرضت يوسبريدس لحصار قوى من قبل القبائل الليبية ولم ينقذها منه الا اسطول إغريقي قدم للمنطقة بطريق الصدفة حيث اضطرته الرياح إلى اللجوءالى ميناء يوسبريدس. أما أخر الأحداث التي ظهرت فيها يوسبر يدس فقد كان عام 322ق.م حيث شاركت مع برقة في تأييد مغامر أسبرطى يدعى ثيرون يطمع في اقتطاع جزء من الأرض يقيم فيه ملكاً لنفسه ولكن قوريني وحلفائها من الليبيين تصدوا لذلك المغامر ومن يسانده وانتصروا عليهم وكان نتيجة ذلك أن دفعت مدينة يوسبريدس الثمن غالباً وأصابها الدمار. أما عن التنظيم السياسي للمدينة فكان مجلس أعلى للقضاء ومجلس للشيوخ.
[عدل] برنيق المدينة الثانية
بمرور الزمن أصبحت مياه سبخة السلماني تجف وتمتلئ بالطين والرمل للدرجة التي أصبحت معها غير صالحه للملاحة فتعذر بذلك اتصال يوسبريدس بالبحر فما كان من السكان الاان انتقلوا إلى موقع اجر أكثر قربا للبحر. والموقع الجديد للمدينة كان يشغل المنطقة الوسطى من بنغازي الحديثة ابتداء من الميناء ناحية الشمال الشرقي حتى الفندق البلدي ومن مقبرة سيدي خريبيش ناحية الجنوب الشرقي حتى الملعب الرياضي القديم. وبعد وفاة الاسكندر الاكبر سنة 323 ق .م وقعت مصر تحت الحكم البلطمي وبالتالي دخلت جميع المدن القورنيائية بما فيها يوسبريدس في تبعية مباشرة للحكم البلطمي طوال الفترة من 322 ق.م ألى 96ق.م وأطلق عليها اسم برنيقي نسبة ألي الاميرة برنيكى زوجة بطليموس الثالث وارتقائها معه عرش مصر في عام 246 ق.م وأعتباراً من عام 96ق.م أصبحت برنيق تابعة للحكم الروماني وبنيت بالمدينة الكثير من المنشآت كما زينت أرضيات تلك المباني بفسيفساء رائعة أشهرها فسيفساء الفصول الأربعة وقد تم الاهتمام بالمدينة في أوائل العصر البيزنطي (القرن الرابع الميلادي ) وأصبح سكان المدينة يدينون بالمسيحية وقد عثر على بقايا كنيسة بها ترجع إلى القرن السادس الميلادي كما أن أحد أبناء المدينة أصبح حاكماً.
[عدل] بنغازي والفتح الإسلامي
كانت المنطقة الواقعة بين مدينة الإسكندرية في الشرق وطرابلس في الغرب تعرف قبل الفتح الإسلامى ببلاد إنطابلس وتتبع مصر إداريا وكان بطريق الإسكندرية يحمل لقب بطريق مصر وإنطابلس وفى سنة 22 هجرية اتجه القائد عمرو بن العاص بعد أن فتح الإسكندرية غرباً نحو بلاد إنطابلس فلم يجد مقاومة تذكر من سكانها الذين صالحوه على دفع جزية قدرها ثلاثة عشر ألف دينار سنويا وأصبحت بلاد إنطابلس (برقة) تنعم بالأمن والسلام وحرية ممارسة الطقوس الدينية أكثر من أي منطقة أخرى تحت السيادة الإسلامية و لذلك قال عنها عبدالله بن عمرو بن العاص: "لولا مالي بالحجاز لنزلت ببرقة فما أعلم منزلا أسلم ولاأعزل منها ".عندما عاودت المدينه الظهور من جديد في اواسط القرن الخامس ميلادي على يد بعض التجار القادمين اليها من منطقة طرابلس تم استبدال اسمها بإسم مرسى بني غازي الذى ظهر إلى حيز الوجود لاول مره عام 1579 على خارطه قديمه رسمها جغرافي عربي اسمه علي بن احمد بن محمد الشريف من صفاقس بتونس نسبه إلى ولي صالح يعرف بإسم سيدي غازي كان ضريحه فوق ربوه داخل مقبره سيدي أخريبيش .
[عدل] المدينة العثمانية
انقسمت هذه الفترة إلى عهدين حسب تحديد المؤرخين :
[عدل] العهد العثماني الأول 1638 – 1711 م :
بداية هذا العهد 1638 م أو قبل ذلك بقليل ، وفيها عادت الحياة لمدن شمال برقة بسبب جماعات المسلمين النازحة من الأندلس والتي في 1637 م أقاموا في بنغازي ، وقاموا بتشييد قلعة يتحصنون بها تقع عند رأس شبه الجزيرة التي امتدت فيما بين البحر وسبخة السلماني في مواجهة رأس جليانة من الجهة المقابلة ، ولكن الأندلسيين هجروا المدينة ما بين عامي 1638 – 1639 م وبالتالي قام العثمانيون بقيادة محمد باشا الساقزلي باحتلال المدينة ، وأتم بناء القلعة بها ، واستقر العثمانيين بالمدينة .
في تلك الفترة كانت المدينة مجرد مرفأ بحري ، وفي سنة 1640 م انتقل المركز الإداري والسياسي إليها ، ولكن في وقت لاحق حدثت ثورة بالمدينة و تخلصت من الأتراك وبهذا نجد أن أول المباني في هذا العهد كان ذو طابع عسكري وإداري ولكنه لم يدم طويلا وانتهى بثورة الأهالي .
استعاد العثمانيون المدينة في 1656 م ، واستمر الطابع الغالب للمدينة عربي ، فلا نجد في عهد الاحتلال العثماني أي عمل حضري أو معماري ذا شأن ، رغم كونها عاصمة سياسية واقتصادية وثقافية للاقليم الواقعة به . في عام 1711 م انتهى العهد العثماني الأول ولم تكن المدينة أكثر من مكان ذو وظيفة إدارية خاضعة للاتراك.
[عدل] مرحلة العهد القرمانلي 1711 – 1835 :
كان قيام الدولة القرمنلية ثورة اجتماعية وسياسية على المفاهيم والأوضاع السائدة في ذلك الوقت ، وأهم الأحداث التخطيطية المعمارية في تلك الفترة هو إنشاء جامع العقيب ، كما أشير في تلك الفترة إلى المدينة بأنها عاصمة لإقليم برقة ، وهي أول إشارة صريحة لتزعم بنغازي لمدن برقة .
رغم كون ميناء المدينة هو النقطة المؤسسة لها إلا أنه لم يكن يتسع إلا للمراكب الصغيرة ويقال أنه كان يرى الكثير من الآثار المبعثرة داخل المدينة التي يعمل السكان على تحطيمها وبناء منازلهم منها بعد خلطها بالطين ، وكان منزل ( البي ) لا يختلف عن باقي المنازل من حيث الطراز المعماري غلا أن سطحه المقابل لجهة المدينة زود بتسع فتحات ركبت بها المدافع ، وهذا التشابه في المنازل دليل على أن تخطيط المدينة قام به سكانها الأصليين ، أما الإدارة الحاكمة فقد كانت عاجزة عن أي دور تخطيطي أو عمراني أو إنشائي ذو أهمية للمدينة .
حجم المدينة في تلك الفترة كان يسع 5000 نسمة ، نصفهم على الأقل من اليهود ، وكانت المدينة لا تزال تتأرجح بين كونها مدينة أو قرية كبيرة ، ولكن أكثر ما ميز معالمها في ذلك الوقت الاكثار من استخدام المكان الديني ، فأنشئ في 1820 م جامع الحدادة وألحقت به مدرسة قرآنية ، وهذا الجامع لم يكن هو البداية ، فتاريخ بناء الجوامع بالمدينة أقدم من ذلك بكثير ، ففي 1770 م بني جامع شلوف الصغير ، كما شيدت أول كنيسة للفرنشيسكان عام 1817 م ، وكانت عبارة عن حجرة في القنصلية الفرنسية .
كانت المساكن مبنية من أحجار خشنة غير متساوية ذات طابق واحد لم تتحمل مواسم الأمطار ، ونتيجة لسقوطها وتحولها إلى خرائب بامتزاجها بمياه الأمطار كانت الشوارع المتراصة والمتداخلة تصبح أكوام من الطين ومجموعة من المستنقعات تمثل كم كبير من حجم المدينة ، ولم تزداد عدد المنشآت في هذا العهد ولم تتسع الرقعة المبنية بشكل واضح ، ولكن اتسمت المدينة بانقسامها إلى أحياء ذات انتماءات وطنية ، ووجد حيين مهمين يشغلان مساحة كبيرة من المدينة وهما حي الكراغلة وحي الأهالي ، وهذا يبين التفكك الاجتماعي الذي صاحب نمو المدينة .
[عدل] العهد العثماني الثاني 1835 – 1911 م :
أصبحت المدينة بلا حكومة بعد مغادرة القرمانليين حتى وصل الأتراك عام 1835 م ، ويقال أن أكثر ما يميز المدينة ي تلك الفترة كان ضريحين لاثنين من المرابطين ذات معالم غير واضحة وطلاء مندثر تماما ، والقلعة المقامة على الساحل وكانت عبارة عن شكل مربع تحيط به من كل جانب أبراج دائرية .
كما وصفت المدينة بالنظافة ووجود 1200 منزلا ، وارتفعت المباني لأكثر من طابق واحد، وتراوح تعداد السكان ما بين 10 إلى 12 ألف نسمة .
أصبحت بنغازي ولاية قائمة بذاتها وسميت ( ببنغازي متصرفليك ) وكان أول حاكم عثماني أرسل لها هو خليل باشا الذي حكمها مدة خمس سنوات ، ومن الأعمال المهمة التي نجدها ضمن فترة حكمه هو تقسيم بنغازي إلى اثنتي عشر محلة وكانت كل محلة ذات تعداد سكني منفصل .
كما نجد توزيع فريد لمدارس الحقت بمساجد تلك المحلات لكي تغطي الاحتياجات التعليمية بمستوى متساو لكل المحلات .
في عام 1889 بدء من وضع دراسات وتخطيطات لمشروع مهم على يد رشيد باشا وهو قصر البركة العسكري الذي يتسع لإيواء ما يزيد عن 5000 جندي ، وهو قصر محاط ومسور ويحوي مسجد وسوق ومساحات خاصة بالتدريب العسكري.
وآخر عمل قام به رشيد باشا هو أول خط سكك حديدية يصل بين رصيف الميناء والبركة في 1894 م ، واستعمل لنقل الملح من الملاحات القريبة والمحيطة بالمدينة إلى أماكن تجميعها ، كما استعمل الخط في نقل مواد البناء المستوردة لبناء القص العسكري . وبعد ذلك نجد تطور في ارتفاعات المباني ، وتم إنشاء مبنى البلدية المكون من 3 طوابق ، واهتم بالميناء حيث أقيم أول رصيف صناعي . وتعداد المدينة في تلك الفترة كان 15 ألف نسمة 4/3 من الأهالي و 4/1 من الزنوج الذين سكنوا أكواخ بمنطقة الصابري ، كما يذكر أن أهالي المدينة امتلكوا بساتين واقعة خارج حدود المدينة بمنطقة ظهير بنغازي . في منتصف عام 1895 وحتى بداية 1896 استمر العمل في بناء معسكر البركة والمسجد العتيق كما بنى الطاهر باشا مسكن خاص له يقع بين منطقتي البركة والفويهات .
في عام 1906 شب حريق كبير في سوق الظلام تسبب في كارثة اقتصادية ، وفي عام 1908 أنشأ بنك روما فرع له بالمدينة وكان بداية توافد الإيطاليين إلى المدينة ، واستمر حكم الأتراك للمدينة حنى تم الغزو الإيطالي للبلاد في 1911م و تنازل الأتراك العثمانيين عن ليبيا لإيطاليا من خلال ( معاهدة أوشي ) .
أنشئ مدينة يوسبريدس جماعة أو مستوطنين من الإغريق ربما كانوا قادمين من قوريني أو برقة قامو بتأسيس المدينة وأطلقوا عليها اسم يوسبريدس في الفترة من 525 ق.م إلي 515ق.م ولهذا الاسم مدلولا عند الإغريق ربما يعنى أقصى الغرب وكما إن له ارتباطا بمعالم الأساطير اليونانية. ومن المعروف إن هذه المدينة قد بنيت عند الطرف الشمالي لسبخة السلمانى فوق مرتفع من الأرض التي تعرف بإسم (مقبرة سيدي عبيد) ومع مرور الزمن نمت وامتدت نحو الجنوب الشرقي بجوار سبخة السلمانى وهي المنطقة المقابلة لمقبرة سيدي أعبيد. وأقدم إشارة لمدينة يوسبريدس هي في اثناء الحملة الفارسية التي بعث بها والي مصر الفارسي للإنتقام من مدينة برقة بعد مقتل اركسيلاوس الثالث عام 515 ق.م حيث يذكر ان هذة الحملة الفارسية تقدمت حتى مدينة يوسبريدس. وأقدم قطعة للعملة أصدرتها هذة المدينة يرجع تاريخها إلى ما قبل عام 480 ق.م حيث يحمل أحد وجهيها نقشاً يمثل نبات السيلفيوم بينما تظهر على الوجه الأخر صورة دلفين.
وفى عام 414ق.م تعرضت يوسبريدس لحصار قوى من قبل القبائل الليبية ولم ينقذها منه الا اسطول إغريقي قدم للمنطقة بطريق الصدفة حيث اضطرته الرياح إلى اللجوءالى ميناء يوسبريدس. أما أخر الأحداث التي ظهرت فيها يوسبر يدس فقد كان عام 322ق.م حيث شاركت مع برقة في تأييد مغامر أسبرطى يدعى ثيرون يطمع في اقتطاع جزء من الأرض يقيم فيه ملكاً لنفسه ولكن قوريني وحلفائها من الليبيين تصدوا لذلك المغامر ومن يسانده وانتصروا عليهم وكان نتيجة ذلك أن دفعت مدينة يوسبريدس الثمن غالباً وأصابها الدمار. أما عن التنظيم السياسي للمدينة فكان مجلس أعلى للقضاء ومجلس للشيوخ.
[عدل] برنيق المدينة الثانية
بمرور الزمن أصبحت مياه سبخة السلماني تجف وتمتلئ بالطين والرمل للدرجة التي أصبحت معها غير صالحه للملاحة فتعذر بذلك اتصال يوسبريدس بالبحر فما كان من السكان الاان انتقلوا إلى موقع اجر أكثر قربا للبحر. والموقع الجديد للمدينة كان يشغل المنطقة الوسطى من بنغازي الحديثة ابتداء من الميناء ناحية الشمال الشرقي حتى الفندق البلدي ومن مقبرة سيدي خريبيش ناحية الجنوب الشرقي حتى الملعب الرياضي القديم. وبعد وفاة الاسكندر الاكبر سنة 323 ق .م وقعت مصر تحت الحكم البلطمي وبالتالي دخلت جميع المدن القورنيائية بما فيها يوسبريدس في تبعية مباشرة للحكم البلطمي طوال الفترة من 322 ق.م ألى 96ق.م وأطلق عليها اسم برنيقي نسبة ألي الاميرة برنيكى زوجة بطليموس الثالث وارتقائها معه عرش مصر في عام 246 ق.م وأعتباراً من عام 96ق.م أصبحت برنيق تابعة للحكم الروماني وبنيت بالمدينة الكثير من المنشآت كما زينت أرضيات تلك المباني بفسيفساء رائعة أشهرها فسيفساء الفصول الأربعة وقد تم الاهتمام بالمدينة في أوائل العصر البيزنطي (القرن الرابع الميلادي ) وأصبح سكان المدينة يدينون بالمسيحية وقد عثر على بقايا كنيسة بها ترجع إلى القرن السادس الميلادي كما أن أحد أبناء المدينة أصبح حاكماً.
[عدل] بنغازي والفتح الإسلامي
كانت المنطقة الواقعة بين مدينة الإسكندرية في الشرق وطرابلس في الغرب تعرف قبل الفتح الإسلامى ببلاد إنطابلس وتتبع مصر إداريا وكان بطريق الإسكندرية يحمل لقب بطريق مصر وإنطابلس وفى سنة 22 هجرية اتجه القائد عمرو بن العاص بعد أن فتح الإسكندرية غرباً نحو بلاد إنطابلس فلم يجد مقاومة تذكر من سكانها الذين صالحوه على دفع جزية قدرها ثلاثة عشر ألف دينار سنويا وأصبحت بلاد إنطابلس (برقة) تنعم بالأمن والسلام وحرية ممارسة الطقوس الدينية أكثر من أي منطقة أخرى تحت السيادة الإسلامية و لذلك قال عنها عبدالله بن عمرو بن العاص: "لولا مالي بالحجاز لنزلت ببرقة فما أعلم منزلا أسلم ولاأعزل منها ".عندما عاودت المدينه الظهور من جديد في اواسط القرن الخامس ميلادي على يد بعض التجار القادمين اليها من منطقة طرابلس تم استبدال اسمها بإسم مرسى بني غازي الذى ظهر إلى حيز الوجود لاول مره عام 1579 على خارطه قديمه رسمها جغرافي عربي اسمه علي بن احمد بن محمد الشريف من صفاقس بتونس نسبه إلى ولي صالح يعرف بإسم سيدي غازي كان ضريحه فوق ربوه داخل مقبره سيدي أخريبيش .
[عدل] المدينة العثمانية
انقسمت هذه الفترة إلى عهدين حسب تحديد المؤرخين :
[عدل] العهد العثماني الأول 1638 – 1711 م :
بداية هذا العهد 1638 م أو قبل ذلك بقليل ، وفيها عادت الحياة لمدن شمال برقة بسبب جماعات المسلمين النازحة من الأندلس والتي في 1637 م أقاموا في بنغازي ، وقاموا بتشييد قلعة يتحصنون بها تقع عند رأس شبه الجزيرة التي امتدت فيما بين البحر وسبخة السلماني في مواجهة رأس جليانة من الجهة المقابلة ، ولكن الأندلسيين هجروا المدينة ما بين عامي 1638 – 1639 م وبالتالي قام العثمانيون بقيادة محمد باشا الساقزلي باحتلال المدينة ، وأتم بناء القلعة بها ، واستقر العثمانيين بالمدينة .
في تلك الفترة كانت المدينة مجرد مرفأ بحري ، وفي سنة 1640 م انتقل المركز الإداري والسياسي إليها ، ولكن في وقت لاحق حدثت ثورة بالمدينة و تخلصت من الأتراك وبهذا نجد أن أول المباني في هذا العهد كان ذو طابع عسكري وإداري ولكنه لم يدم طويلا وانتهى بثورة الأهالي .
استعاد العثمانيون المدينة في 1656 م ، واستمر الطابع الغالب للمدينة عربي ، فلا نجد في عهد الاحتلال العثماني أي عمل حضري أو معماري ذا شأن ، رغم كونها عاصمة سياسية واقتصادية وثقافية للاقليم الواقعة به . في عام 1711 م انتهى العهد العثماني الأول ولم تكن المدينة أكثر من مكان ذو وظيفة إدارية خاضعة للاتراك.
[عدل] مرحلة العهد القرمانلي 1711 – 1835 :
كان قيام الدولة القرمنلية ثورة اجتماعية وسياسية على المفاهيم والأوضاع السائدة في ذلك الوقت ، وأهم الأحداث التخطيطية المعمارية في تلك الفترة هو إنشاء جامع العقيب ، كما أشير في تلك الفترة إلى المدينة بأنها عاصمة لإقليم برقة ، وهي أول إشارة صريحة لتزعم بنغازي لمدن برقة .
رغم كون ميناء المدينة هو النقطة المؤسسة لها إلا أنه لم يكن يتسع إلا للمراكب الصغيرة ويقال أنه كان يرى الكثير من الآثار المبعثرة داخل المدينة التي يعمل السكان على تحطيمها وبناء منازلهم منها بعد خلطها بالطين ، وكان منزل ( البي ) لا يختلف عن باقي المنازل من حيث الطراز المعماري غلا أن سطحه المقابل لجهة المدينة زود بتسع فتحات ركبت بها المدافع ، وهذا التشابه في المنازل دليل على أن تخطيط المدينة قام به سكانها الأصليين ، أما الإدارة الحاكمة فقد كانت عاجزة عن أي دور تخطيطي أو عمراني أو إنشائي ذو أهمية للمدينة .
حجم المدينة في تلك الفترة كان يسع 5000 نسمة ، نصفهم على الأقل من اليهود ، وكانت المدينة لا تزال تتأرجح بين كونها مدينة أو قرية كبيرة ، ولكن أكثر ما ميز معالمها في ذلك الوقت الاكثار من استخدام المكان الديني ، فأنشئ في 1820 م جامع الحدادة وألحقت به مدرسة قرآنية ، وهذا الجامع لم يكن هو البداية ، فتاريخ بناء الجوامع بالمدينة أقدم من ذلك بكثير ، ففي 1770 م بني جامع شلوف الصغير ، كما شيدت أول كنيسة للفرنشيسكان عام 1817 م ، وكانت عبارة عن حجرة في القنصلية الفرنسية .
كانت المساكن مبنية من أحجار خشنة غير متساوية ذات طابق واحد لم تتحمل مواسم الأمطار ، ونتيجة لسقوطها وتحولها إلى خرائب بامتزاجها بمياه الأمطار كانت الشوارع المتراصة والمتداخلة تصبح أكوام من الطين ومجموعة من المستنقعات تمثل كم كبير من حجم المدينة ، ولم تزداد عدد المنشآت في هذا العهد ولم تتسع الرقعة المبنية بشكل واضح ، ولكن اتسمت المدينة بانقسامها إلى أحياء ذات انتماءات وطنية ، ووجد حيين مهمين يشغلان مساحة كبيرة من المدينة وهما حي الكراغلة وحي الأهالي ، وهذا يبين التفكك الاجتماعي الذي صاحب نمو المدينة .
[عدل] العهد العثماني الثاني 1835 – 1911 م :
أصبحت المدينة بلا حكومة بعد مغادرة القرمانليين حتى وصل الأتراك عام 1835 م ، ويقال أن أكثر ما يميز المدينة ي تلك الفترة كان ضريحين لاثنين من المرابطين ذات معالم غير واضحة وطلاء مندثر تماما ، والقلعة المقامة على الساحل وكانت عبارة عن شكل مربع تحيط به من كل جانب أبراج دائرية .
كما وصفت المدينة بالنظافة ووجود 1200 منزلا ، وارتفعت المباني لأكثر من طابق واحد، وتراوح تعداد السكان ما بين 10 إلى 12 ألف نسمة .
أصبحت بنغازي ولاية قائمة بذاتها وسميت ( ببنغازي متصرفليك ) وكان أول حاكم عثماني أرسل لها هو خليل باشا الذي حكمها مدة خمس سنوات ، ومن الأعمال المهمة التي نجدها ضمن فترة حكمه هو تقسيم بنغازي إلى اثنتي عشر محلة وكانت كل محلة ذات تعداد سكني منفصل .
كما نجد توزيع فريد لمدارس الحقت بمساجد تلك المحلات لكي تغطي الاحتياجات التعليمية بمستوى متساو لكل المحلات .
في عام 1889 بدء من وضع دراسات وتخطيطات لمشروع مهم على يد رشيد باشا وهو قصر البركة العسكري الذي يتسع لإيواء ما يزيد عن 5000 جندي ، وهو قصر محاط ومسور ويحوي مسجد وسوق ومساحات خاصة بالتدريب العسكري.
وآخر عمل قام به رشيد باشا هو أول خط سكك حديدية يصل بين رصيف الميناء والبركة في 1894 م ، واستعمل لنقل الملح من الملاحات القريبة والمحيطة بالمدينة إلى أماكن تجميعها ، كما استعمل الخط في نقل مواد البناء المستوردة لبناء القص العسكري . وبعد ذلك نجد تطور في ارتفاعات المباني ، وتم إنشاء مبنى البلدية المكون من 3 طوابق ، واهتم بالميناء حيث أقيم أول رصيف صناعي . وتعداد المدينة في تلك الفترة كان 15 ألف نسمة 4/3 من الأهالي و 4/1 من الزنوج الذين سكنوا أكواخ بمنطقة الصابري ، كما يذكر أن أهالي المدينة امتلكوا بساتين واقعة خارج حدود المدينة بمنطقة ظهير بنغازي . في منتصف عام 1895 وحتى بداية 1896 استمر العمل في بناء معسكر البركة والمسجد العتيق كما بنى الطاهر باشا مسكن خاص له يقع بين منطقتي البركة والفويهات .
في عام 1906 شب حريق كبير في سوق الظلام تسبب في كارثة اقتصادية ، وفي عام 1908 أنشأ بنك روما فرع له بالمدينة وكان بداية توافد الإيطاليين إلى المدينة ، واستمر حكم الأتراك للمدينة حنى تم الغزو الإيطالي للبلاد في 1911م و تنازل الأتراك العثمانيين عن ليبيا لإيطاليا من خلال ( معاهدة أوشي ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق